خالد بن سعيد
هو خالد بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد
مناف ، أحد السابقين الأولين إلى الإسلام ، أسلم خامس خمسة
ولد في بيت وارف النعمة ، مزهو بالسيادة ، ولأب له في قريش
صدارة وزعامة ، وكان شابا هادىء السمت ، ذكي الصمت ، منذ
بدأ أخبار الدين الجديد كان النور يسري إلى قلبه ، وكتم ما في
نفسه خوفا من والده الذي لن يتوانى لحظة عن تقديمه قربانا لآلهة عبد مناف .
إسلامه
منذ بدأت خيوط النور تسري في أنحاء مكة ، كان قلب خالد رضي الله
عنه يلقي للنور الهامس سمعه وهو شهيد ، وطارت نفسه فرحا ، كأنما
كان وهذه الرسالة على موعد ، وأخذ يتابع خيوط النور في سيرها ومسراها..
وذات ليلة رأى خالد بن سعيد رضي الله عنه في منامه أنه واقف على
شفير نار عظيمة ، وأبوه من ورائه يدفعه نحوها بكلتا يديه ، ويريد
أن يطرحه فيها ، ثم رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل عليه ،
ويجذبه بيمينه المباركة من إزاره فيأخذه بعيدا عن النار واللهب ..
وعندما استيقظ من نومه سارع من فوره إلى دار أبي بكر رضي الله
عنه ، وقص عليه الرؤيا .. وما كانت الرؤيا بحاجة الى تعبير.
وقال له أبو بكر رضي الله عنه :
( انه الخير أريد لك ، وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتبعه ،
فان الإسلام حاجزك عن النار )
وأنطلق خالد رضي الله عنه باحثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
حتى يهتدي إلى مكانه ، وسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن دعوته ،
فأجابه صلى الله عليه وسلم :
" تؤمن بالله وحده ، ولا تشرك به شيئا ، وتؤمن بمحمد عبده ورسوله ،
وتخلع عبادة الأوثان التي لا يسمع ولا تبصر، ولا تضر ولا تنفع "
وبسط خالد رضي الله عنه يمينه ، فتلقاها يمين رسول الله صلى الله عليه
وسلم في حفاوة ، وقال خالد رضي الله عنه :
( اني أشهد أن لا اله الا الله... وأشهد أن محمدا رسول الله )
ويوم أسلم خالد رضي الله عنه ، لم يكن قد سبقه إلى الإسلام سوى أربعة
أو خمسة ، فهو من الخمسة الأوائل المبكرين إلى الإسلام .
والده والعذاب
حين يباكر بالإسلام واحد من ولد سعيد بن العاص ، فان ذلك في
رأي سعيد ، عمل يعرضه للسخرية والهوان من قريش ، ويهز الأرض تحت زعامته.
لذلك حين بلغه نبأ إسلام خالد رضي الله عنه دعاه وقال له :
أصحيح إنك اتبعت محمدا وأنت تسمعه يعيب آلهتنا ؟
قال خالد : ( إنه والله لصادق ، ولقد آمنت به واتبعته )
هنالك انهال عليه أبوه ضربا ، ثم زج به في غرفة مظلمة من داره ،
حيث صار حبيسها ، ثم راح يضنيه ويرهقه جوعا وظنكا
وخالد يصرخ فيهم من وراء الباب المغلق عليه :
( والله انه لصادق ، وإني به لمؤمن )
وبدا لسعيد أن ما أنزل بولده من ضررلا يكفي ، فخرج به
إلى رمضاء مكة ، حيث دسه بين حجارتها الثقيلة الفادحة
الملتهبة ثلاثة أيام لا يواريه فيها ظل ..
ولا يبلل شفتيه قطرة ماء ..
ويئس الوالد من ولده ، فعاد به إلى داره ، وراح يغريه ، ويرهبه
يعده ، ويتوعده .. وخالد رضي الله عنه صامد كالحق ، يقول لأبيه :
( لن أدع الإسلام لشيء ، وسأحيا به وأموت عليه )
وصاح سعيد رضي الله عنه :
إذن فاذهب عني يا لكع ، فواللات لأمنعنّك القوت
وأجابه خالد رضي الله عنه :
( والله خير الرازقين )
وغادر الدار التي تعج بالرغد ، من مطعم وملبس وراحة..
و راح خالد بن سعيد رضي الله عنه يقهر العذاب بالتضحية ، ويتفوق على الحرمان بالايمان..
ويُروى أن والده سعيد بن العاص مرض فقال :
لئن رفعني الله من مرضي لايُعبد إله ابن أبي كبشة ببطن مكة
فقال خالد بن سعيد رضي الله عنه :
(اللهم لا ترفعه ، فمات من ذلك )
وحين أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه المؤمنين بالهجرة
الى الحبشة ، كان خالد بن سعيد رضي الله عنه ، ممن شدوا رحالهم
اليها ، مع الفوج الأول فأقام فيها بضع عشرة سنة ثم رجع مع جعفر
بن أبي طالب رضي الله عنه والرسول صلى الله عليه وسلم في فتح
خيبرفذهب إليه فأسهم له من الغنائم.
مكانته وجهاده
أقام خالد رضي الله عنه بالمدينة وسط المجتمع المسلم الجديد الذي
كان أحد الخمسة الأوائل الذين شهدوا ميلاده ، وأسسوا بناءه ،
وكان خالد رضي الله عنه بسبقه الى الاسلام ، وباستقامة ضميره
ونهجه موضع الحب والتكريم ..
وروي أنه رضي الله عنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم ومعه
خاتم فضة مكتوب عليه ( محمد رسول الله ) فأعطاه إياه وهو الذي
في يده صلى الله عليه وسلم بعد ذلك .
وكان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو الذي كتب كتاب
أهل الطائف لوفد ثقيف وهو الذي مشى في الصلح بينهم وبين رسول
الله صلى الله عليه وسلم وهو أول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم.
وكان لا يغزو النبي صلى الله عليه وسلم غزوة ، ولا يشهد مشهدا ،
إلا وخالد بن سعيد رضي الله عنه من السابقين ..
وقد ولى رسول الله صلى الله عليه وسلم خالدا وأخويه أبانا وعمرا
أبناء سعيد بن العاص رضي الله عنهم في اليمن ، فلما توفي رسول
الله صلى الله عليه وسلم رجعوا عن عملهم ، فقال أبو بكر رضي الله عنه :
ما لكم رجعتم ؟ ما أحد أحق بالعمل من عمال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ، ارجعوا إلى أعمالكم.
فاستعفوا الصديق ….
ثم لحقوا بالشام مجاهدين حتى استشهدوا جميعا .
وعندما سير أبا بكر جيوشه الى مرج الصفر بأرض الشام ، أوصى
أبو بكر رضي الله عنه قائد جيشه في الشام شرحبيل بن حسنة رضي
الله عنه لا يقطع أمرا دون مشورة خالد رضي الله عنه لما يراه فيه من عقل ودين .
استشهاده
تزوج خالد بن سعيد أم حكيم بنت الحارث بن هشام رضي الله عنهما
وكانت من قبل عند عكرمة بن أبي جهل الذي استشهد في معركة أجنادين.
وذلك في ليلة معركة مرج الصفر فلما أصبح أولم ودعا أصحابه فما فرغوا
من الطعام حتى اشتبك المسلمون والروم فانخرط خالد رضي الله عنه في
المعركة وأبلى البلاء الحسن حتى استشهد ، فقامت زوجه أم حكيم رضي الله
عنها وشدت عليها ثيابها وحملت عمود الخيمة وقتلت به سبعة من الروم عند
قنطرة سميت بعد ذلك بـ : ( قنطرة أم حكيم )
وكان ذلك سنة أربع عشرة من الهجرة.
هو خالد بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد
مناف ، أحد السابقين الأولين إلى الإسلام ، أسلم خامس خمسة
ولد في بيت وارف النعمة ، مزهو بالسيادة ، ولأب له في قريش
صدارة وزعامة ، وكان شابا هادىء السمت ، ذكي الصمت ، منذ
بدأ أخبار الدين الجديد كان النور يسري إلى قلبه ، وكتم ما في
نفسه خوفا من والده الذي لن يتوانى لحظة عن تقديمه قربانا لآلهة عبد مناف .
إسلامه
منذ بدأت خيوط النور تسري في أنحاء مكة ، كان قلب خالد رضي الله
عنه يلقي للنور الهامس سمعه وهو شهيد ، وطارت نفسه فرحا ، كأنما
كان وهذه الرسالة على موعد ، وأخذ يتابع خيوط النور في سيرها ومسراها..
وذات ليلة رأى خالد بن سعيد رضي الله عنه في منامه أنه واقف على
شفير نار عظيمة ، وأبوه من ورائه يدفعه نحوها بكلتا يديه ، ويريد
أن يطرحه فيها ، ثم رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل عليه ،
ويجذبه بيمينه المباركة من إزاره فيأخذه بعيدا عن النار واللهب ..
وعندما استيقظ من نومه سارع من فوره إلى دار أبي بكر رضي الله
عنه ، وقص عليه الرؤيا .. وما كانت الرؤيا بحاجة الى تعبير.
وقال له أبو بكر رضي الله عنه :
( انه الخير أريد لك ، وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتبعه ،
فان الإسلام حاجزك عن النار )
وأنطلق خالد رضي الله عنه باحثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
حتى يهتدي إلى مكانه ، وسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن دعوته ،
فأجابه صلى الله عليه وسلم :
" تؤمن بالله وحده ، ولا تشرك به شيئا ، وتؤمن بمحمد عبده ورسوله ،
وتخلع عبادة الأوثان التي لا يسمع ولا تبصر، ولا تضر ولا تنفع "
وبسط خالد رضي الله عنه يمينه ، فتلقاها يمين رسول الله صلى الله عليه
وسلم في حفاوة ، وقال خالد رضي الله عنه :
( اني أشهد أن لا اله الا الله... وأشهد أن محمدا رسول الله )
ويوم أسلم خالد رضي الله عنه ، لم يكن قد سبقه إلى الإسلام سوى أربعة
أو خمسة ، فهو من الخمسة الأوائل المبكرين إلى الإسلام .
والده والعذاب
حين يباكر بالإسلام واحد من ولد سعيد بن العاص ، فان ذلك في
رأي سعيد ، عمل يعرضه للسخرية والهوان من قريش ، ويهز الأرض تحت زعامته.
لذلك حين بلغه نبأ إسلام خالد رضي الله عنه دعاه وقال له :
أصحيح إنك اتبعت محمدا وأنت تسمعه يعيب آلهتنا ؟
قال خالد : ( إنه والله لصادق ، ولقد آمنت به واتبعته )
هنالك انهال عليه أبوه ضربا ، ثم زج به في غرفة مظلمة من داره ،
حيث صار حبيسها ، ثم راح يضنيه ويرهقه جوعا وظنكا
وخالد يصرخ فيهم من وراء الباب المغلق عليه :
( والله انه لصادق ، وإني به لمؤمن )
وبدا لسعيد أن ما أنزل بولده من ضررلا يكفي ، فخرج به
إلى رمضاء مكة ، حيث دسه بين حجارتها الثقيلة الفادحة
الملتهبة ثلاثة أيام لا يواريه فيها ظل ..
ولا يبلل شفتيه قطرة ماء ..
ويئس الوالد من ولده ، فعاد به إلى داره ، وراح يغريه ، ويرهبه
يعده ، ويتوعده .. وخالد رضي الله عنه صامد كالحق ، يقول لأبيه :
( لن أدع الإسلام لشيء ، وسأحيا به وأموت عليه )
وصاح سعيد رضي الله عنه :
إذن فاذهب عني يا لكع ، فواللات لأمنعنّك القوت
وأجابه خالد رضي الله عنه :
( والله خير الرازقين )
وغادر الدار التي تعج بالرغد ، من مطعم وملبس وراحة..
و راح خالد بن سعيد رضي الله عنه يقهر العذاب بالتضحية ، ويتفوق على الحرمان بالايمان..
ويُروى أن والده سعيد بن العاص مرض فقال :
لئن رفعني الله من مرضي لايُعبد إله ابن أبي كبشة ببطن مكة
فقال خالد بن سعيد رضي الله عنه :
(اللهم لا ترفعه ، فمات من ذلك )
وحين أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه المؤمنين بالهجرة
الى الحبشة ، كان خالد بن سعيد رضي الله عنه ، ممن شدوا رحالهم
اليها ، مع الفوج الأول فأقام فيها بضع عشرة سنة ثم رجع مع جعفر
بن أبي طالب رضي الله عنه والرسول صلى الله عليه وسلم في فتح
خيبرفذهب إليه فأسهم له من الغنائم.
مكانته وجهاده
أقام خالد رضي الله عنه بالمدينة وسط المجتمع المسلم الجديد الذي
كان أحد الخمسة الأوائل الذين شهدوا ميلاده ، وأسسوا بناءه ،
وكان خالد رضي الله عنه بسبقه الى الاسلام ، وباستقامة ضميره
ونهجه موضع الحب والتكريم ..
وروي أنه رضي الله عنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم ومعه
خاتم فضة مكتوب عليه ( محمد رسول الله ) فأعطاه إياه وهو الذي
في يده صلى الله عليه وسلم بعد ذلك .
وكان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو الذي كتب كتاب
أهل الطائف لوفد ثقيف وهو الذي مشى في الصلح بينهم وبين رسول
الله صلى الله عليه وسلم وهو أول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم.
وكان لا يغزو النبي صلى الله عليه وسلم غزوة ، ولا يشهد مشهدا ،
إلا وخالد بن سعيد رضي الله عنه من السابقين ..
وقد ولى رسول الله صلى الله عليه وسلم خالدا وأخويه أبانا وعمرا
أبناء سعيد بن العاص رضي الله عنهم في اليمن ، فلما توفي رسول
الله صلى الله عليه وسلم رجعوا عن عملهم ، فقال أبو بكر رضي الله عنه :
ما لكم رجعتم ؟ ما أحد أحق بالعمل من عمال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ، ارجعوا إلى أعمالكم.
فاستعفوا الصديق ….
ثم لحقوا بالشام مجاهدين حتى استشهدوا جميعا .
وعندما سير أبا بكر جيوشه الى مرج الصفر بأرض الشام ، أوصى
أبو بكر رضي الله عنه قائد جيشه في الشام شرحبيل بن حسنة رضي
الله عنه لا يقطع أمرا دون مشورة خالد رضي الله عنه لما يراه فيه من عقل ودين .
استشهاده
تزوج خالد بن سعيد أم حكيم بنت الحارث بن هشام رضي الله عنهما
وكانت من قبل عند عكرمة بن أبي جهل الذي استشهد في معركة أجنادين.
وذلك في ليلة معركة مرج الصفر فلما أصبح أولم ودعا أصحابه فما فرغوا
من الطعام حتى اشتبك المسلمون والروم فانخرط خالد رضي الله عنه في
المعركة وأبلى البلاء الحسن حتى استشهد ، فقامت زوجه أم حكيم رضي الله
عنها وشدت عليها ثيابها وحملت عمود الخيمة وقتلت به سبعة من الروم عند
قنطرة سميت بعد ذلك بـ : ( قنطرة أم حكيم )
وكان ذلك سنة أربع عشرة من الهجرة.