الشيح كليب وابنة by naser69, on Flickr
المنتدى : من ذاكرة المكان
في 5 / 10 /1918 م أعلن عن قيام الحكومة العربية في دمشق بزعامة الملك فيصل بن الحسين، ولكن سرعان ما كشَّـر المحتلون الفرنسيون عن أحقادهم فقضوا على الدولة العربية الفتية بعد انتصار قوتهم الغاشمة على الجيش العربي بقيادة الشهيد بإذن الله يوسف العظمة في معركة ميسلون»24 / 7 / 1920 م»، فسارع الشرق أردنيون الذين كانوا يتبعون إداريا لحكومة دمشق العربية إلى تشكيل حكومات محلية كان من بينها حكومة ناحية الكورة التي تشكـَّـلت برئاسة الشيخ كليب الشريدة المخزومي في 15/9/1920 م وعُـرفت باسم حكومة»دير يوسف»وهي بلدة تقع في الوسط ما بين ناحية الكورة وناحية بني عبيد.
وعندما تأسَّـست الحكومة المركزية بعد استقرار الأمير عبد الله الأول بن الحسين في عمان كان من بين التنظيمات الإدارية التي اتخذتها الحكومة المركزية إلحاق منطقة الكورة إدارياً بالحاكم الإداري في إربد، ولكن زعيم الكورة الشيخ كليب الشريدة إعترض على أن تكون الكورة تابعة لإربد لما كان لناحية الكورة وزعامتها من تأثير في المنطقة، وطلب من الأمير عبد الله أن تكون ناحية الكورة مرتبطة مباشرة بالحكومة المركزية في عمان.
ولكن الحكومة المركزية لم تستجب لطلب الشيخ كليب الشريدة فتوترت العلاقة بينه وبين حكومة الإمارة لدرجة وقوع صدامات مسلحة على مستويات مختلفة بين القوات النظامية للإمارة وبين المسلحين من رجال الشيخ كليب الشريدة، ولم تلبث الأمور أن تطورت وتفاقمت حين قاد الشيخ كليب الشريدة ما يطلق عليه المؤرِّخون ثورة مسلحة وأصرَّت الحكومة المركزية على وصفها بأنها تمرد وعصيان.
وأصبح الشيخ كليب وابنه الشيخ عبد الله مطاردَين رسميا من الحكومة المركزية التي سيَّرت قوة عسكرية بقيادة الضابط فؤاد سليم للقبض عليهما بأمر صادر عن حاكم عجلون آنذاك أمين التميمي، ولكن الأمور هدأت بعد أن التقى الأمير عبد الله في قرية سوف بالشيخ كليب الشريدة.
لكنها سرعان ما عادت إلى التوتر بعد أن أخذت الحكومة المركزية برئاسة علي رضا الركابي تتعمد مضايقة الشيخ كليب الشريدة وأنصاره من أهالي الكورة، وبلغ من حقد رئيس الحكومة علي رضا الركابي على الشيخ كليب الشريدة أنه قرَّر الانتقال من العاصمة عمان إلى إربد ليشرف بنفسه على الحملة العسكرية ضد الشيخ الشريدة وأنصاره.
وانتهت الأمور بمحاكمة الشيخ كليب مع عدد من أنصاره في محكمة عسكرية انعقدت في إربد وحكم على الشيخ كليب الشريدة بالإعدام وعلى نجله الشيخ عبد الله وعلى إبن أخيه رشيد الجروان بالسجن خمسة عشر عاماً وحُـكم بمدد متفاوتة على الآخرين، ولكن هذه الأحكام سقطت بصدور مرسوم أميري بالعفوالعام في 25/5/1923 م بمناسبة استقلال الإمارة الأردنية وترافق ذلك مع تصريح للأمير المؤسِّـس عزا فيه ما حدث في الكورة إلى أخطاء تتحمل وزرها حكومة الركابي.
ولم يلبث أن شارك الشيخ عبد الله كليب الشريدة في حكومةِ الرئيس توفيق أبوالهدى المشكـَّـلة في 29/7/1941م وزيراً للتجارة والزراعة، ثمَّ شارك في حكومةِ الرئيس أبوالهدى المشكـَّـلة في 4/5/1954م وزيراً للدولةِ اعتباراً من 8/5/1954م حيث أُضيف للحكومة بموجب تعديل وزاري بعد أن تبيَّن أنها كانت تخلومن ممثلٍ لشمال الأردن.
جريدة الدستور في زاوية اوراق منسية