نهايتى كانت البداية
هكذا بدأت حديثها معى قالت
نهايتى كانت البداية استيقظت يوما من نومى فزعة اشعر شعور غريب لااستطيع وصفه
هدوء غريب يلف كل ماحولى فتحت عينى فاذ ابكثير من الناس يملأن غرفة نومى يتحدثون معا وجوههم غاضبة مسودة توحى بكثير من الاشمئزاز ينظرون الى شئ ما يحيطونه لم اتبينه في البداية
رحت اسأل نفسى من هؤلاء
ماذا يفعلون في غرفتى
كيف وصلوا الى غرفتى
وكيف لايخافون ان استيقظ فاصرخ او اطلب النجدة
ولماذا انظر اليهم ولا احاول طردهم او سؤالهم عن سبب تواجدهم هاهنا
وماهذا الذى يحيطون به حاولت اتحرك لاكلمهم او انظر ماذا يفعلون
حركاتى غريبة لااشعر بجسدى وانا اتحرك هل ارتفع عن الارض ام يخيل لى
يالله لماذا انام على هذه الطاولة الخشبية
ولماذا يحيط بى كل هؤلاء البشر
مهلا اذا كانت هذه الراقدة امامى هى انا فمن اكون
يا الهى اهذا جسدى الملقى هناك
ياويلتى اهذه انا كيف ذلك
هل انا مت
هل هذه التى يقلبونها هى انا
هل انتهيت بهذه البساطة
نمت فاستيقظت لاجد نفسى رحلت عن الدنيا
يصبون على الماء يشمئزون منى ومن منظرى
اشعر بالاحتقار في نظراتهم
يلفوننى بغطون جسدى وشعرى لطالما تكشف هذا الجسد وابى الستر والغطاء
لطالما رفضت مايسمونه بالحجاب الآن يلفون جسدي رغم ارادتى
ترى هل استطيع الرفض
ترى هل يمكننى المطالبة بحريتى وحقى في التكشف كما اعتدت
يالله لم يعد يظهر منى شئ حتى وجهى طاله الغطاء
لم ارى في حياتى ميت يكفن اهكذا يكون الكفن
حملونى ووضعونى في صالة المنزل على طاولة جريت وراء جسدي
تركونى على الطاولة وخرجوا
وقفت بجوار جسدي انظر اليه
يالله اهذه نهايتى
يبعث المرء على ما مات عليه كلمات تذكرتها الآن
ترى ماذا كان آخر اعمالى
هل كانت مشاهدة التلفاز ام سماع اغنيه
ام كانت محادثة هاتفية تملأها الغيبة والنميمة
ام ام ام ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
يبعث المرء على ما مات عليه ماذا عساى افعل الان
كيف اقابل ربي
تري على ماذا سابعث
ترى ربى سيغفر لى
هل تذكرت ربك الان
لطالما عصيتى وتكبرت
الآن تذكرين
تلفت حولى لايوجد الا جسدى ملقى هاهنا
اين ذهبوا وتركونى
حسنا فلأسرع قبل عودتهم سأصلى ركعتين لعل الله يقبلهم مادام جسدى مازال هاهنا هكذا حدثتنى نفسى
وقفت اتجهت الى القبلة
حاولت الصلاة
يالله لااذكرها كيف تكون الصلاة
وكأن لسان حالى يقول
وهل كنت تحافظين عليها لتتذكريها الان
وقبل ان اكبر للصلاة سمعتهم يعودون
هيا احملوها سريعا لننتهى منها
جريت ماذا تقولون انتظروا
اريد اصلى ركعتين اقابل الله بهما لعله يقبلنى
يحملوننى
لايسمعونى
جريت توسلت
ارجوك ابى
اتوسل اليك ياخى
زوجى انتظر قليلا
لااحد يسمعنى
حملونى وخرجوا بى من المنزل جريت وراءهم
صرخت بكيت
ارجوكم فقط ركعتان
ركعتان فقط لعل الله يرحمنى
لن اتاخر
ساصلى سريعا
رحلوا يحملون جسدى
وتركونى اصرخ وابكى لم يجيبنى احد
علا صراخى ولا مجيب
جلست على فراشى اصرخ دموعى تملأ وجهى
مهلا أنا مازلت هنا في غرفتى تلفت حولى هل حقا كان حلما لم امت
هل هذه حقا انا
يا الهى
جريت توضأت لأصلى ركعتين كدت احرم منهن
ما ارحمك يا ألهى
ما اعظمك
تبت اليك وصلتنى رسالتك
لن اعصاك يوما
الحمد لله الذى هدانا لهذا وماكنا لنهتدى لولا ان هدانا الله
ومن يومها كانت توبتى وكلما شعرت انى افتر او اتراجع جلست فتذكرت حلمى تذكرت نهايتى تذكرت صرخاتى
اسرع بعدها لصلاتى
البى نداء ربي
تلك كانت كلماتها نقلتها اليكن كما قالتها
نهاية كانت سبب للبداية
بداية طريق توبة وعودة الى الله
لعلها تكون سبب في بدايات اخرى قبل ان تاتى النهاية