سيرة حياة المرحوم الشهيد النقيب فوزي بركات الشريدة 6909480867_e424cd2bbf

الشهيد النقيب فوزي بركات الشريدة ديرابي سعيد by hmsanaser, on Flickr


سيرة حياة المرحوم

الشهيد النقيب فوزي بركات الشريدة
1941 - 1968م

القوات المسلحة الأردنية
الوحدة: سلاح الهندسة الملكي
الرقم العسكري: 3474





إعداد
احمد محمود جبر الشريدة

2007


الشهيد النقيب المرحوم فوزي بركات جبر الشريدة
1941- 1968 م
ولد الشهيد النقيب هندسة الرقم العسكري (3474) المرحوم فوزي بركات جبر الشريدة في بلدة دير أبي سعيد / لواء الكوره / محافظة إربد في 1/1/1941م، والتحق المرحوم الشهيد بمدرسة دير أبي سعيد الإعدادية للبنين ، حيث حصل على شهادة الدراسة الإعدادية العامة ( المترك ) وذلك في عام 1954م ، وبعدها انتقل إلى مدينة إربد ليلتحق بمدرسة اربد الثانوية للبنين حيث تخرج منها عام 1957م وحصل على شهادة الدراسة الثانوية العامة( التوجهي) الفرع العلمي لعام 1957م، وكان من أوائل الطلبة على مستوى المملكة في امتحان الثانوية العامة.
في عام 27/10/1957م التحق الشهيد بالقوات المسلحة الأردنية حيث دخل
( الكلية الحربية الملكية )- الكلية العسكرية الملكية - لاحقاً برتبة ( مرشح تلميذ عسكري) ، وتخرج منها بتاريخ 1/3/1959م برتبة ملازم ثاني، ثم تدرج الشهيد في الرتب العسكرية حتى رفع إلى رتبة رئيس ( نقيب حالياً ) إلى أن استشهد بتاريخ 27/2/1968م .
اتسم المرحوم الشهيد منذ نعومة أظفاره بنبوغ عقلي وذهني وبدني قل نظيره ، فكان من المتفوقين في المراحل الدراسية وكان ذو شخصية قوية وأخلاق عاليه وأدب وتواضع جم ،وكان يمتلك روح المبادرة والريادة، حيث كان مثار إعجاب وتقدير من قبل الأهل والأصدقاء والزملاء ورفاق الدرب والسلاح .

السيرة العسكرية
نظراً للقدرات العلمية والعقلية والقيادية العالية التي تمتع بها المرحوم الشهيد، فقد ارتئ القادة العسكريين ان يتم التحاقه بسلاح الهندسة الملكي كون السلاح جديد ، وبحاجة إلى ضباط أكفاء ومهره وذو عزيمة صلبة ومهارات العالية، وما أن التحق المرحوم الشهيد بالسلاح الهندسة الملكي ، حتى عهد إليه والى عدد من رفاق السلاح بتطوير وتحديث
( سرايا الهندسة الملكية )، والعمل على استقدام أحداث الأجهزة والمعدات الهندسية لكي يصبح السلاح أحد الأذرع الرئيسية للقوات المسلحة الأردنية الباسلة في مرحلة كان الأردن فيها في أمس الحاجة إلى تنفيذ العديد من المشاريع العسكرية والمدنية، وقد استلم المرحوم الشهيد ورفاقه تعليمات القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، فعملوا على تطوير السلاح من حيث المعدات الهندسية وتدريب الضباط وضباط الصف والأفراد ،حيث أصبح سلاح الهندسة الملكي أحد ابرز صنوف الأسلحة في القوات المسلحة الأردنية الباسلة، ولأن السلاح بحاجة إلى الاستفادة من خبرات الدول الصديقة فقد أوفد المرحوم الشهيد إلى عدد من الدورات التدريبية في مجال الهندسة العسكرية في كل من المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، حيث أتم بنجاح وتفوق عددا من الدورات المتقدمة وهي :-
1- دورات المساحة العسكرية والخرائط الجغرافية والعسكرية .
2- دورة الإسناد العسكري وبناء الجسور .
3- دورة الألغام الفردية والألغام و الآليات ونزعها.
4- دورة تطوير أجهزه الميدان .
وقد حاز على إعجاب مدربي تلك الدورات، وكان يحصل على مراتب متقدمة من بين المشاركين ومن مختلف دول العالم . وما أن عاد المرحوم الشهيد من تلك الدورات حتى شرع في توظيف تلك المعارف والكفايات ووضعها موضع التنفيذ في سلاح الهندسة الملكي , خدم المرحوم الشهيد في سرية الهندسة الملكية (الفرقة الثانية) سابقا ،( الفرقة (12)) سابقاً، ثم عمل كقائد فصيل هندسة في ( المنطقة العسكرية الشمالية) حالياً، ثم انتقل إلى كتائب الإسناد الهندسية العسكرية للقوات المسلحة الأردنية في الضفة الغربية في مناطق القدس رام الله والخليل نابلس وطوباس وجنين ويعبد ووادي التفاح وطول كرم، حيث ساهم في تشييد مباني الوحدات العسكرية هناك، وبناء الجسور العسكرية وفتح الطرقات العسكرية والمدنية، وإزالة الألغام في مختلف أنواعها، وكان في كثير من الأوقات يعمل كضابط ارتباط بين القطاعات العسكرية وسلاح الهندسة الملكي , كما كان يعهد إليه القيام بمهمات التدريب الأكاديمي والعملي للضباط وضباط الصف في دورات الهندسة العسكرية التابعة لسلاح الهندسة الملكي.
شارك المرحوم الشهيد بفاعلية في حرب حزيران عام 1967م في منطقة شمال الضفة الغربية لواء جنين- موقع وادي التفاح ضمن وحدات الإسناد الهندسية للقوات المسلحة الأردنية حيث أبلى المرحوم الشهيد بلاءً حسناً في قتال العدو ،وفي الدفاع عن عروبة فلسطين وقدسية ترابها ، وبعد انتهاء الحرب عاد مع وحدته العسكرية إلى الضفة الشرقية لنهر الأردن، حيث عمل كقائد سرية هندسية في منطقة الأغوار الشمالية ، وعمل مع وحدته ورفاق السلاح في معالجة الآثار التي خلفتها الحرب، مثل: فتح الطرق الرئيسية والفرعية وصيانتها , ترميم الجسور , فتح الطرق الزراعية , صيانة الينابيع المائية , تطهير المواقع العسكرية والمدنية من الألغام في مختلف أنواعها .
أما الصفات العسكرية التي تحلى بها المرحوم الشهيد فقد كان مثالا للانتماء للعرش الهاشمي الذي كان يعتبره صمام آمان للوطن والامة العربية ، وكان جنديا ملتزما وضابطا ناجحا وقيادا مفكرا، شعاره الإخلاص والصبر والمثابرة، وكان متفانيا في خدمة الجيش العربي الأردني فكان على الدوام معتزا بقيادة بقيادته الهاشمية وارض الأردن الطهور.
وقد حاز المرحوم الشهيد على العديد من ألا وسمه من قبل جلالة المغفور له بأذن الله الحسين بن طلال طيب الله ثراه منها وسام الاستحقاق العسكري من الدرجة الثانية ووسام الخدمة المخلصة
ومن رفاق السلاح للمرحوم الشهيد المرحوم الأمير زيد بن شاكر، والمشير الركن عبد الحافظ مرعي الكعابنه ،واللواء المتقاعد عماد صليبيا معايعه.والمهندس عبد الهادي المجالي
قصة الاستشهاد
بعد انتهاء حرب عام 1967 م وبدء حرب الاستنزاف ، عهدت القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية إلى قيادة سلاح الهندسة الملكي بضرورة تطهير المنطقة المحاذية لنهر الأردن ونهر اليرموك من مخلفات الحرب والتي تتمثل في الآلاف الألغام ومن مختلف الأنواع والأحجام والأشكال والتي زرعها الجيش الإسرائيلي على حافتي نهر الأردن .
ففي صبيحة يوم 26/02/1968 قام المرحوم الشهيد يرافقه النقيب عبد الحافظ مرعي الكعابنه والملازم عماد معايعه وعدد من أفراد سلاح الهندسة الملكي بإزالة وتفجير حقل للألغام ضد الأفراد في منطقة ( المندسه) عند معبر وادي الأردن الشمالي حاليا، حيث قاموا بتطهير المنطقة بشكل كامل وإعلانها منطقة خاليه من الألغام، ويبدوا ان جهة ماء قد قامت بزراعة عدد من الألغام الفردية الحديثة الصنع ليلا في المنطقة التي تم تطهيرها صباحا لمنع عمليات التسلل عبر النهر ،
ففي صبيحة يوم 27/02/ 1968 م ، كان موعد المرحوم الشهيد مع القدر ، مع الشهادة التي طالما تمناها ، وأثناء قيام المرحوم الشهيد بالواجب الرسمي وأثناء دخوله إلى المنطقة التي تم تطهرها سابقا، انفجر أحد الألغام التي زرعت ليلا وأدى إلى استشهاد المرحوم الشهيد فوزي وعدد من ضباط الصف المرافقين له، وليرووا بدمائهم الزكية تراب الوطن ، ويلتحق الشهيد البطل بمن سبقه من نشامى قواتنا المسلحة الباسلة الذين ذادوا بكل شجاعة واقتدار عن ثرى الأردن الغالي ، وصعدت روح المرحوم الشهيد إلى بارئها راضيا مرضية لتلتحق بالصديقين والشهداء، وعطر دمه الطاهر ثرى الأردن الخالد مدونة ملحمة من ملاحم الشرف والبطولة والكبرياء .
وعند سماع الخبر الأليم صعق كل من سمع الخبر من الأهل والأحبة ورفقاء السلاح لفقدان هذا الجندي الهاشمي الذي كانت روحه الطاهرة تنبض بحب الوطن وعشق ترابه.
وفي ظهيرة يوم 28/02/ 1968 انتظر الأهل والأحبة ورفقاء الدرب انتظروا وبفارغ الصبر عودة الأب والأخ والصديق، فما عاد إلا روحا ترفرف في المكان ،حيث نظمت القوات المسلحة الأردنية جنازة عسكرية مهيبة للمرحوم الشهيد اخترقت شوارع البلدة، وسط بكاء الأهل والأحبة والرفقاء الذين رفعوا اكفهم إلى الله سبحانه وتعالى بان يتغمد الشهيد البطل في جنات النعيم ، حيث ورئي الثرى في مسقط رأسه في بلدة دير أبى سعيد بجوار والده
وبذلك يكون سلاح الهندسة الملكي قد خسر برحيله فارسا مقداما وجنديا شجاعا ، وتخليدا لذكرى الشهيد البطل ، فقد تم إطلاق اسمه على إحدى القاعات التدريب الرئيسية في مدرسة سلاح الهندسة الملكي ، كما أطلقت أمانة عمان الكبرى اسمه على أحد الشوارع الرئيسية في منطقة عبدون في العاصمة عمان.
وستبقى الذكرى خالدة وناقوس يدق في عالم النسيان لتبقى على الدهر
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
تغمد الله المرحوم الشهيد بواسع رحمته وادخله فسيح جنانه.
وأنا لله وأنا إليه راجعون.